الأهلي والهلال.. معركة الخطوط الثلاثة

ستقام مباراة الأهلي والهلال، في أفضل ظروفها على الإطلاق، على ما يبدو. فالأهلي صاحب الأرض يعيش عصرًا زاهيًا توجه بلقب السوبر السعودي، أغسطس الماضي، وتلك نتيجة طبيعية لحامل لقب أرفع بطولة قارية، دوري أبطال آسيا للنخبة، في مايو الماضي.
في الجانب الآخر، يقف الهلال، الذي رفع الرياضيون له التجلة والتقدير على الأداء المذهل في كأس العالم للأندية 2025. وفيه مباراة ماراثونية أمام مانشيستر سيتي الإنجليزي، كسبها الفريق المنتمي لدوري روشن السعودي 4-3، بعد التعادل مع ريال مدريد الإسباني 1-1، حتى الوصول إلى ثمن النهائي.
ولعب الفريقان مباراتين قويتين في الجولة الدورية الماضية، انتهتا بالتعادل، بين الأهلي ومستضيفه الاتفاق بلا أهداف، وبنتيجة 2-2 بين الهلال وضيفه القادسية.
وترفع النتيجتان السابقتان للأهلي والهلال، مستوى الخيال عن الأداء المفترض أن يقدمه كل منهما، لمحو أثر خسارة النقطتين، دون التعثر نقطيًا في مباراتين متتاليتين.
وعاد الأهلي والهلال، كل منهما، لتوه، بريمونتادا آسيوية عجيبة، فالأهلي المتأخر 2-0 أمام ناساف الأوزبكي حتى الدقيقة الـ 64، عاقب ضيفه بأربعة أهداف فيما تبقى من الدقائق، ليخرج منتصرًا 4-2، في مواجهة يوم الاثنين.
وفي اليوم التالي، كرر الهلال فعلة الأهلي، فبعد تأخره 1-0 من ضيفه الدحيل القطري في الشوط الأول، عاد ليقلب الطاولة عليه، ويخرج بيدين مرفوعتين، مع فوزه 2-1.
وعلى ذكر بطولة النخبة الآسيوية، فإن آخر لقاء بين الفريقين كان ضمن نصف نهائي النسخة الأخيرة من البطولة.
ويدخل الفريقان مباراتهما المقبلة ضمن الجولة الثالثة من دوري روشن السعودي، بعد تحقيق الأهلي لانتصارين متتاليين على الهلال، بثلاثة أهداف، فأفضت مباراة جدة، آسيويا إلى 3-1 لمصلحة أصحاب الأرض، وقبلها الانتصار 3-2 في الرياض ضمن الدوري.
في المباراة الأخيرة تحديدًا، غاب البرتغالي جواو كانسيلو بداعي الإصابة، فيما لم يكن ثيو هيرنانديز لاعبًا ضمن صفوف الهلال. ومن المقبول القول إن وجودهما سيضيف بعدًا فنيًا آخرًا لمباراتهما المرتقبة. ولن تجعل مهمة رياض محرز وغالينو سهلة في المباراة.
صراع الأطراف
يملك الأهلي والهلال، مهاجمين مميزين، هما إيفان توني وداروين نونيز، لكن قبل الالتفات إلى دورهما المتوقع في المباراة، فإن الدور المنتظر من لاعبي الأطراف يوازي ما يمكن أن نتوقعه منهما.
وتخيل ما يمكن أن يحدث مع الجناحين الهجوميين في الأهلي، الجزائري رياض محرز والبرازيلي غالينو (في حال مشاركته)، في مواجهة الظهيرين، البرتغالي جواو كانسيلو والفرنسي ثيو هيرنانديز.
ولا شك أن المواجهة في أطراف الملعب عالية الإثارة، خصوصًا أن أظهرة الهلال يمتلكان قدرات هجومية قوية جدًا، لدرجة أنهما يلعبان عمليًا، جناحين مهاجمين، بطريقة الإيطالي سيموني إنزاغي مدرب الهلال، 4-1-4-1. ويمكن قياس ذلك بالأداء.
مقارنة الأرقام
يُقارن أداء ثيو هيرنانديز من الهلال في الجهة اليمنى، بأداء رياض محرز من الأهلي.
صنع هيرنانديز في مباراة واحدة فقط، فرصة كبيرة واحدة، ومرر 47 تمريرة، وقدم تمريرتين حاسمتين للتسديد.
في المقابل، صنع محرز في مباراتين، فرصة كبيرة واحدة، ومرر 52 تمريرة، وقدم أربع تمريرات حاسمة للتسديد.
وتُظهر هذه الأرقام أن أداء هيرنانديز الهجومي يكاد يضاهي أداء محرز في نصف عدد المباريات.
ويُقارن أداء كانسيلو الهلال على الجهة اليسرى، بأداء غالينو لاعب الأهلي.
وصنع كانسيلو في مباراتين، فرصتين كبيرتين، ومرر 106 تمريرات، وقدم 4 تمريرات حاسمة للتسديد، ولديه 161 لمسة للكرة.
في المقابل، أخفق غالينو في مباراتين، في صنع أي فرصة كبيرة، وله 26 تمريرة، ولم يقدم أي تمريرة حاسمة للتسديد، ولديه 57 لمسة للكرة.
وتُظهر هذه الأرقام تفوقًا كاسحًا لكانسيلو في الجانب الهجومي، رغم أنه مدافع.
توني x نونيز
يدخل توني مباراة الأهلي والهلال، بعدما كان نجمًا للمباراة الدورية السابقة بين الفريقين في الرياض 3-2، بتسجيله الهاتريك. وطريقة تسجيله للأهداف الثلاث في المباراة السابقة تثبت أنه مهاجم يعرف أهمية التوقيت في إرسال الكرة للشباك، ومن ذلك نجاحه في التمركز الجيد والقدرة على التخلص من المدافعين.
ويلاحظ في توني مهارة رائعة، تتجسد في أسلوبه الفريد في تنفيذ ركلات الجزاء، وهو الوحيد بين الحاليين الذي يمتلك نسبة تسديد 100٪ بين من سددوا 10 جزائيات، فأكثر. وتتسم جميعها بالهدوء والفاعلية.
في موازاة ذلك، يتمتع الأوروغوياني داروين نونيز قدرات هجومية عالية، تبدأ من سرعته وتحركاته الذكية خلف المدافعين، على نحو يجعله خطيرًا حين يُظن أنه خارج الهجمة، كما يتميز بتسديداته القوية والدقيقة بكلتا القدمين، ويُعرف بقدرته على تسجيل الأهداف من زوايا صعبة داخل منطقة الجزاء وخارجها.
وتساعد القوة البدنية نوينز في جعله مهاجمًا فاعلًا، يستطيع تطبيق ثقافة إنزاغي في العمل الجماعي لبناء الهجمات، رغمًا عن كونه مهاجم صريح، لكنه مُتكيف للعب مهاجمًا وحيدًا في طريقة 4-3-3، أو اللعب إلى جانب مهاجم ثانٍ.
إمدادات الوسط
إلى جانب دور المهاجمين ولاعبي الأطراف في صناعة الهجمات، سيكون للاعبي دور الوسط دور فعال في تهديد مرمى المنافس، ويعتمد الأهلي على الإيفواري فرانك كيسيه في الحلول الهجومية، إضافة للفرنسي إينزو ميو، لكنهما سيجدان ممانعة قوية من الثلاثي، البرتغالي روبن نيفيز والصربي سيرجي سافيتش ومحمد كنو.
ويتعين على إنزاغي اختيار القرار الصحيح في روبن نيفيز، إذا أراده لاعبًا في الدفاع لمنح مزيد من الطمأنينة للخط الخلفي، أو في مكانه المعتاد بوسط الملعب، إذا أراد تقليل الفرص الواصلة للهجوم.
وربما سيجد إنزاغي الحيرة نفسها في توظيف القائد سالم الدوسري، لكنه حتمًا لن يستغني عنه في النهاية، خصوصًا في مباراة القمة.
في المقابل، يُقلّب الألماني ماتياس يايسله في أوراق الوسط، لعلّه يقدم أدوارًا مضاعفة لجوهرته الفرنسية فالنتين أتانغانا، لإيقاف التحركات الخطرة للبرازيلي مالكوم، ومنعه من المشاركة الهجومية.
استقرار المدافعين
يتميز الأهلي بوجود متوسطي الدفاع، التركي مريح ديميرال والبرازيلي روجر إيبانيز، خلفهما السنغالي إدوارد ميندي، الحارس الوحيد الذي خرج بشباك نظيفة في الجولتين الماضيتين.
وستكون قمة الجولة الثالثة، الاختبار الأكثر صعوبة أمام ذلك الثلاثي في الحفاظ على شباك خالية من الأهداف.
وبينما يبدو الأهلي مستقرًا في الخط الخلفي، نرى أن إنزاغي مطمئنا إلى تجاور حسان تمبكتي والسنغالي كاليدو كوليبالي في متوسط الدفاع، لكن لا يمكن توقع الثالث إلى جانبهما إذا لعب بطريقته المعتادة بـ 3 مدافعين في قلب الخط الخلفي.
ويتميز الهلال أيضًا بحارسه ياسين بونو، الذي يصعب التسجيل عليه من المسافات البعيدة، ويندر إخفاقه أيضًا من التسديدات القريبة.