الرياضات الإلكترونية

من الماضي إلى الحاضر: ريترو بارك تستعرض تاريخ الألعاب الإلكترونية في قلب الرياض

بينما تتسابق أحدث أجهزة الألعاب نحو آفاق مستقبلية غير مسبوقة، يبقى الحنين إلى الماضي حاضرًا في ذكريات جيلٍ كامل، فمنصات الألعاب التي شكّلت طفولة الأجيال السابقة لم تكن مجرد أجهزة ترفيه، بل كانت بوابات لعوالم افتراضية تركت أثرًا جميلاً في نفوسهم. واليوم، وبعد أن أصبحت هذه الأجهزة قطعًا تاريخية، يعود صداها ليتردد في أروقة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي تجمع بين شغف الأمس وحداثة اليوم.

وقبل أن تسود وحدات التحكّم اللاسلكية وتظهر البطولات الجماعية الضخمة، شكّلت صالات الآركيد الوجهة الترفيهية المفضلة، وموطنًا للتنافس والتلاقي مع الأصدقاء. وكانت رسومات أجهزة 8-بت، التي مثّلت قفزة نوعية في زمنها، مصدر إبهارٍ للاعبين، ومقدمةً لما سيؤول إليه عالم الرياضات الإلكترونية اليوم من تطوّر هائل.

ويصحب مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية زوّاره في رحلةٍ زمنية آسرة، عبر منطقة “ريترو بارك” التفاعلية، التي تُجسّد ماضي الألعاب الإلكترونية بكل تفاصيله. فبينما يحتفي المهرجان بأحدث ما أنتجته التكنولوجيا من منصات متقدمة وتجارب غامرة، تفتح “ريترو بارك” نافذةً على تاريخ الألعاب، مستعرضة محطاتها من البدايات البسيطة إلى العوالم المفتوحة المعاصرة، في تجربةٍ تدمج بين الحنين إلى الماضي والتطلّع إلى المستقبل.

وفيما يلي أبرز المحطات التي يمكن للجماهير اكتشافها في “ريترو بارك”:

 

  • عودة إلى البدايات مع أجهزة الألعاب المحمولة:

قبل أن يصبح اللعب أثناء التنقل أمرًا سهلاً بفضل الهواتف الذكية والأجهزة، مثل Nintendo Switch، أحدث جهاز Game Boy في عام 1989 ثورةً حقيقية في عالم الترفيه، ليفتح الباب أمام حقبة جديدة من الأجهزة المحمولة التي أتاحت للاعبين حمل عوالمهم الافتراضية معهم أينما ذهبوا. وفي منطقة “ريترو بارك” ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية، يمكن للزوار العودة إلى الزمن الجميل وتجربة النسخ الأصلية من Game Boy وNintendo DS وغيرها من الأجهزة التي شكلت تاريخ الألعاب المحمولة.

  • محطات مفصلية في تطور الألعاب الإلكترونية:

منذ سنواتٍ مضت، كانت ألعاب مثل Pong وSpace Invaders وPac-Man بمثابة نقلة نوعية في عالم الترفيه، تمامًا كما تمثل ألعاب اليوم التي تعتمد على محرك Unreal Engine 5 الذي يظهر قمة الواقعية في الرسوميات والأداء السلس. ويأخذ “ريترو بارك” زواره في رحلةٍ عبر هذا التطور، من أولى محاولات الألعاب لمحاكاة الجوانب الثقافية، وصولاً إلى الأجيال التي أحدثت تغيرات جذرية. ويمكن للزوار تجربة منصات كلاسيكية مثل Nintendo Entertainment System وSEGA Genesis وDreamcast وGameCube، في تجربة فريدة تثري شغف اللاعبين من جميع الأجيال.

  • قسم الآركيد: حيث بدأ كل شيء

رغم التحوّل الكبير نحو اللعب المنزلي، لا تزال تجربة عصا التحكّم وأزرار الآركيد تحتفظ بسحرها الفريد. وضمن قسم الآركيد في كأس العالم للرياضات الإلكترونية، يمكن للزوار العودة إلى حقبة الألعاب الكلاسيكية، وتحدي أنفسهم في ألعاب أيقونية مثل Golden Axe وPac-Man وNBA Jam وMortal Kombat II وTime Crisis. ولا تقتصر هذه التجربة الأصيلة على استعادة ذكريات الماضي فحسب، بل تتيح للجميع فرصة معايشة الإثارة في أجواء كلاسيكية، دون الحاجة إلى العملات المعدنية، بل فقط الشغف لخوض غمار التحدي.

  • قسم الأنمي: عالم خاص لعشاق الرسوم المتحركة

يتمتع الأنمي بشعبية واسعة في منطقة الشرق الأوسط، امتدت لعقود طويلة بدأت مع أعمال كلاسيكية مثل “الكابتن ماجد” و”دراغون بول”، وتواصلت مع مسلسلات أيقونية مثل “ون بيس” و”ناروتو”. وفي “ريترو بارك”، يجد هذا الشغف موطنًا متكاملاً في ركن الأنمي، حيث يمكن للزوار الانغماس في عوالمهم المفضلة عبر أعمالٍ فنية ومجسمات إبداعية وقصص مصورة ومواد تفاعلية تحتفي بأشهر شخصيات الأنمي المحبوبة وتاريخها الحافل.

  • قسم الووكمان: صوت الحقبة الذهبية

على غرار الألعاب، لم يكن بمقدور الموسيقى مرافقة عشاقها أثناء التنقل حتى جاءت الثورة التكنولوجية التي أطلقها جهاز Walkman من سوني عام 1979. وغيّر هذا الجهاز قواعد اللعبة تمامًا، مانحًا الأفراد حرية الاستماع إلى الموسيقى أينما ذهبوا. وقد تطور الجهاز لاحقًا ليشغل الأقراص المضغوطة والأقراص الصغيرة وملفات MP3، ليصبح اسمه مرادفًا للموسيقى المحمولة ويُدرج رسميًّا في قاموس أكسفورد عام 1986. وضمن “ريترو بارك”، يمكن للزوار مشاهدة مجموعة من أجهزة Walkman التي تستحضر أحلى الذكريات وتحتفي بتاريخ الموسيقى المتنقلة.

ويحوّل مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية، مدينة الرياض إلى وجهة صيفية تنبض بالحياة للعائلات وعشاق الألعاب على اختلاف اهتماماتهم، حيث يجمع بين أحدث تقنيات الألعاب والفعاليات الموسيقية والثقافية والعروض الإبداعية والمطاعم المتنوعة، إلى جانب أنشطة ترفيهية مناسبة لجميع أفراد الأسرة، ليقدم تجربة صيفية استثنائية تعكس حالة الازدهار والتنوع التي تتميز بها المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى